الاثنين، 29 أبريل 2013

سلام على الأبراج يوم تنهار.. ويوم تندثر!



أحد أبراج سور العقر الذي انهار قبل أيام

 بالأمس القريب انهار واحد من أبراج العقر في نزوى.. البرج الذي قاسى كثيرا قبل أن يستسلم لقدره، ويهوي كما هوت أبراج عدة في حارات نزوى العتيقة.. ومع كل برج يسقط، تسقط ورقة من التاريخ كانت ماثلة للعيان، وشاهدة على مجريات وأحداث خطت فصولها في هذا المكان.
تسقط الأبراج..
شواهد من برج أبي المؤثر
ومعها تسقط ذاكرة، كانت تستظل تحت اسوارها، وتستشهد بها، وهي تتباهى بالذين كانوا هنا، الذين عبروا صباحات المدينة، وسطروا حكاياتهم، لتكون فخرا للأجيال المتعاقبة..
كانت تشمخ رغم تقلبات الزمان وصروفه، وتتباهي أنها الأجمل والأبهي بين المباني القريبة،  وكانت تحرس المدينة كعادتها، دون أن تدري أن بوابات المدينة الأخرى أصبحت مكشوفة، ومشرعة، ولم تعد تغلق كدأبها كل مساء، وأن الأسوار التي تصل بعضها البعض، قد تهاوت، ولم تكن شيئا مذكورا.
لم يخبروا الأبراج، عن سور العقر وما حل به، لم يبق من السور إلا الأطلال.. قالوا: لا تزعجوا الموتى هنا، دعوهم يرقدون بسلام، ولم يعرفوا أن الأبراج كانت تناظرهم في تلك اللحظات، وهم يحطمون بمعاولهم بنيان السور، ويأتون على ما تبقى من أثاره..
اطلال من سور العقر
وسقط سور العقر..
والمدينة تتأهب للإحتفال بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية.. بعد زمن وجيز تتسارع ايامه، وتتسابق ساعاته، حتى إذا ما حانت لحظة الاحتفال، قالوا: قد جاءتنا بغتة، وكنا عنها معرضين.
هكذا تم حماية صباح أبي المؤثر من الاندثار..
سيبحثون يومها عن حارة العقر، وعن أسوارها، وأبراجها.. وعن صباحاتها المنسية من ذاكرتهم قبلئذ، وحين لن يجدوها، سيقيموا حفل تأبين لها، ويلقون على أثرها الكلمات الرنانة والخطب البليغة، وسيقولون عن العقر، الكلام المنمق، وسيتحدثون عن جهود البحث عن أثارها، وتتبع حكاياتها، وحدها روح العقر من ستشهد يومئذ على زيف هذا الكلام، ومخالفته للواقع.. وحدها ستضحك كثيرا منهم، وهم منها حيئنذ يبكون.


نزوى ـ السبت 27 ابريل 2013م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق