أحد أبراج سور العقر الذي انهار قبل أيام |
بالأمس
القريب انهار واحد من أبراج العقر في نزوى.. البرج الذي قاسى كثيرا قبل أن يستسلم
لقدره، ويهوي كما هوت أبراج عدة في حارات نزوى العتيقة.. ومع كل برج يسقط، تسقط
ورقة من التاريخ كانت ماثلة للعيان، وشاهدة على مجريات وأحداث خطت فصولها في هذا
المكان.
ومعها
تسقط ذاكرة، كانت تستظل تحت اسوارها، وتستشهد بها، وهي تتباهى بالذين كانوا هنا،
الذين عبروا صباحات المدينة، وسطروا حكاياتهم، لتكون فخرا للأجيال المتعاقبة..
كانت
تشمخ رغم تقلبات الزمان وصروفه، وتتباهي أنها الأجمل والأبهي بين المباني القريبة،
وكانت تحرس المدينة كعادتها، دون أن تدري
أن بوابات المدينة الأخرى أصبحت مكشوفة، ومشرعة، ولم تعد تغلق كدأبها كل مساء، وأن
الأسوار التي تصل بعضها البعض، قد تهاوت، ولم تكن شيئا مذكورا.
لم يخبروا
الأبراج، عن سور العقر وما حل به، لم يبق من السور إلا الأطلال.. قالوا: لا تزعجوا
الموتى هنا، دعوهم يرقدون بسلام، ولم يعرفوا أن الأبراج كانت تناظرهم في تلك
اللحظات، وهم يحطمون بمعاولهم بنيان السور، ويأتون على ما تبقى من أثاره..
اطلال من سور العقر |
وسقط
سور العقر..
والمدينة
تتأهب للإحتفال بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية.. بعد زمن وجيز تتسارع ايامه،
وتتسابق ساعاته، حتى إذا ما حانت لحظة الاحتفال، قالوا: قد جاءتنا بغتة، وكنا عنها
معرضين.
هكذا تم حماية صباح أبي المؤثر من الاندثار.. |
نزوى ـ السبت 27 ابريل 2013م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق