انطفأ ضوء البيت، فتحت جدتي عينيها للمرة الأخيرة، وغابت
الحكاية في فمها، السرير الذي يحمل جسدها، صار خاويا، مسح والدي دمعة من عينيه،
وكذلك فعل أخي بعدما ضاعت منه حكاية الليلة.
اشتاق دارنا لجدتي، وحنت الجدران إلى حكاياتها، أما
وجوهنا الغضة فافتقدت لمسات اصابعها، وهي تغزل حكمة الحياة، قبل أن تفارقها.
اجزم أن جدتي نامت وهي تبتسم، وأخال إن غيرها من الجدات،
لم يستطع فعل ذلك، اعتقد إنها تتوسد البكاء كل ليلة، وكأني أسمع نشيجها، في مدارات
التيه في الشوارع والمستشفيات ودور العجزة.
أكثر هؤلاء العجزة، يغادر الحياة سريعا، اعمارهم تنطفئ،
وقلوبهم وجلة على ابنائهم، كيف حالهم؟، ومن يسمع صغارهم الحكايا؟، وهل يدب الحنين
على جدران منازلهم؟.
لم ازر دار العجزة من قبل.. ولا أتمنى زيارته، أريد أن
اطفئ عيني، كما فعلت جدتي، وأنا ابتسم.
نزوى ـ 22 ابريل 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق