السبت، 23 فبراير 2013

الشمس تشرق من المغرب ـ الحلقة الثانية ـ


ونزلنا الدار البيضاء..
لم نكن وحدنا الذين جئنا محملين بالشوق، ومتلهفين للقاء، فقد كانت بوابات المطار تقذف إلى المدينة عشاقا، وباحثين عن مكامن الجمال، كانت السماء صحوا، والطقس معتدلا، وثمة رطوبة من أثر مطر عانق الأرض ذات ساعة مضت.
كنا متعبين من أثر السفر، لكني أجزم أن التعب تلاشى حين تفتحت عيوننا على بوابات المدينة وطرقها، حين لمحنا السهول الممتدة، ووطئنا الأرض الخضراء، كانت أبصارنا تلف الجهات الأربع، وترصد صور العشق المكنون في هذه البلاد.
في الحافلة التي استقللناها إلى الرباط، كنا نمطر بأسئلتنا على الشاب المغربي الذي عرفنا باسمه، وقال إنه سيكون مرافقا لنا في بعض الفعاليات التي يشملها برنامج الزيارة.
سألنا عادل عن طقس المغرب المعتاد في هذ الوقت من العام، وسألناه عن الوضع الأمني والاستقرار في بلاده، وسألناه عن أفضل الوجهات التي يرتادها السياح، وعن طبيعة الإنسان هنا، وعن الربيع العربي، ولم ننس أن نسأله عن شركات الاتصالات لديهم، وصولا إلى المأكولات الشعبية المغربية.
أتينا على كل شيء، وكان هو لا يتأفف من تكاثر الأسئلة عليه، وكأنه في مؤتمر صحفي، الكل يريد أن يسأل، حتى لو كان ذلك لمجرد السؤال فحسب.
حتى غابات البلوط الممتدة على محاذاة الطريق الواصل إلى الرباط، نالت نصيبها من الحديث، كانت أشجارها تتلاقى على مد البصر، وتتشابك الأغصان في تواد، تأبى السقوط، وترفض الموت إلا شموخا.
أتساءل: ماذا لو سقطت شجرة واحدة من هنا، هل تراها تسقط وحيدة، أم أن أغصان الشجر المجاور سيتشبث بها، ولن يتركها للمنون؟. حتما سيرمي بعض أغصانه عليها، إن لم تسقط شجرة أخرى معها.
كنت أنظر إلى تشابك أشجار غابة البلوط، حين بدأ الحديث داخل الحافلة يتصاعد بين رفاق الرحلة، والجدال يحتدم، حد الخلاف والقطيعة، هكذا ظننته في تلك اللحظة، وتمنيت لو خابت ظنوني.
لم نكن قد تآلفنا بعد، وتعارفنا عن قرب، ظننا أن الساعات التي حلقنا فيها بين السماء والأرض، في مقاعد متباعدة، كفيلة بتقارب القلوب، وتصافي النفوس، لكننا اكتشفنا أننا نحتاج إلى فسحة من الوقت لفهم بعضنا البعض، وطبيعة كل منا.
***
لم أحدثكم عن رفاق الرحلة، بالشكل الذي يمكن فهم طبيعة كل منهم، كل ما قلته، إنني أعرف بعضهم منذ زمن، والبعض الآخر التقي به وجها لوجه، للمرة الأولى، وأظن أن هذا هو حال كل فرد في المجموعة، ولم أقل لكم أن ثمة فارقا في العمر بين بعضنا، كما هو الحال في الخبرة العملية، والتجربة الحياتية، وكثرة الترحال، وحتى فهم الإيقاع الحياتي المتسارع.
لكن الجميع كان على ثقافة، تمكنه من تقبل الآخر، وفهم طبيعته، ولم نكن نحتاج إلا إلى شرارة تشعل الخلاف، ثم نحقق التقارب بعدها، التقارب المبني على احترام وجهة نظر كل منا، وفهم فسيولوجيته، وطبيعته الحياتية.
وأعترف مسبقا، أنني وبعد رحلة امتدت لثلاثة أسابيع، عرفت هؤلاء الرفاق، كما لم أعرفهم من قبل، فلم يغن التواصل مع بعضهم سنوات طويلة في فهمي لكينونته، وتعرفي عليهم عن أقرب، كانت أرواحهم تخفي جمالا لا حدود له، يحتاج إلى من ينبشه ليتعرف عليه.
أذكر وفي بالي ترتسم شخصية الصديق، والصحفي الجميل محمد الحضرمي، الذي كان أكثر الرفاق الذين تصادمت معهم في الرأي ووجهات النظر، واشتعل الخلاف بيننا، حد أنني نزلت ذات مرة من الحافلة، بعد أن تأخر علينا، ورفضت تصرفه ذلك.
أتحدث عن محمد الحضرمي، باعتبار ما يمثل وجوده معنا من قيمة فكرية، وخبرة صحفية، تمتد لأكثر من ثلاثين عاما..
هل قلت ثلاثين عاما؟!.
وأعمارنا تقترب من هذا الرقم أو تزيد عليه قليلا، خطواتنا منذ المهد في الحياة وحتى هذه اللحظة، كان الحضرمي يقضيها في دهاليز الصحافة، باحثا دائما عن المعلومة والمعرفة، يرصد مسيرة هذا المفكر، وتجربة ذلك الكاتب، ويسأل عن كل مبدع يخطر على باله، يمكن أن تتاح الفرصة للقائه في هذه البلاد.
كان الحضرمي يعتب كثيرا على وسائل الاتصال الحديثة، قال: إنها سرقتنا من الحياة، وغيرت نمطنا في العيش.
وتوالت السهام الصارخة عليه لهذا الرأي "المتطرف" في حق التقنية ووسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الإلكتروني، والإنترنت التي اختلفنا حول إيجابياتها وسلبياتها، وأيهما يفوق الثاني.
كان محمد الحضرمي يتحدث كناسك، عن الذين استعاضوا بالسؤال عن أحوال بعضهم، والزيارات الحميمية بين الأهل والقارب والأصدقاء، برسالة إلكترونية "معلبة" تتطاير بذات صيغتها إلى آلاف الأشخاص، فأي قيمة حميمية لهذه الرسالة؟!.
على النقيض من محمد كانت ميساء الهنائي، الفتاة العشرينية التي ترى أن الآون قد حان لهجر كل ما هو تقليدي، واستخدام التقنية في كل شيء. كانت ميساء من النوع الشغوف بالقراءة والاطلاع، وقد حملت معها من مكتبة واحدة زرناها في الرباط أكثر من عشرة اصدارات دسمة، وقالت إنها ستبذل قصارى جهدها، لتشحن هذه الكتب معها، رغم وزنها الزائد، حتى لو كلفها ذلك التخلص من مقتنياتها وأغراضها الأخرى. كانت تناقش بحدة، وتتحدث كمفكرة عصرتها الحياة، وعصفتها التجارب، تخيلتها في لحظة النقاش موجا هادرا، يكاد يطيح بسفينة الحضرمي، لولا أن الشاطئ لاح لها من البعيد، فرست السفينة وهدأت العاصفة.
***
في فندق (Ubay)، أنزلنا حقائبنا بعدما أتعبها الرحيل، بين المحطات والدروب، استراح رفاق الرحلة في قاعة الاستقبال الصغيرة، ورحت أنا وفيصل العلوي نتفاهم مع موظف الاستقبال، ونستخرج الحجز الإلكتروني الذي تم للغرف المطلوبة، لم تكن التفاصيل المقدمة للفندق في موقعه الإلكتروني، كافية للتعرف على نوعية الغرف وموقعها، وحتى نوعية الخدمة المقدمة فيه، كانت تظهر بعض الملاحظات التي خلنا أننا قادرون على تجاوزها والتغاضي عنها.
أبلينا بلاء حسنا في التعامل مع موظف الفندق، الذي كاد يقع من حدة النقاش الذي شب حوله، لولا رباطة جأشه، وصبره وطول باله علينا، لصرخ في وجوهنا، وقرعنا بأبشع الكلمات.
وأقول لو أن ذلك حدث، فمن حقه، ولا لوم عليه، فقد كان يحدثنا كمن ينفخ في قربة مقطوعة، كلما تفاهم مع أحدنا، سمع احتجاج الآخر، أطال صبره علينا، حينها قرر الرفاق أن ينتدبوا أحدنا للتفاهم مع موظف الفندق، وتعريفه بالنواقص والملاحظات على غرف كل منا.
كنت من تفاهم مع الموظف، ودفعت له النقود، وشكرته على حسن تعامله معنا، وطول باله، كان إنسانا راقيا، ورفيعا في خلقه، ولم يكن ذلك غريبا في بلد ستجد كل أناسها يحملون هذه الجينات، ويتحلون بهذه الصفات الحميدة، في التعامل مع الآخرين.
إن جئت المغرب، فلا تنس أن شعبها من أطيب شعوب الأرض، فقط يحتاج من يفهمهم، ويحسن تعامله معهم، هكذا قال لي صديق قبل سفري، وهكذا وجدت الحقيقة، الحقيقة التي يريد البعض أن يشوهها عن هذا البلد الجميل.
في الطريق إلى محطة مترو الرباط، والشمس قد توارت، والليل أرخى ستائره، كنت أقلب بصري بطول الشارع وعرضه، علّي أجد بعضا من الصورة المشوهة عن هذه البلاد، كنت أبحث عن الغواني التي قيل أنهن يملأن شوارع المدينة، ويعرضن المتعة بأبخس الأثمان، أبحث، لأن الصورة التي حملوني إياها، كانت تضع علامتي استفهام وتعجب لكل من يفكر في زيارتها.
ووجدت المغرب التي أعرفها، المغرب التي تجمل الصورة الأنيقة لبلاد عربية، وفكر مستنير لشباب يشق طريقه، وينشد الغد الزاهي، وجدت الترابط والتلاحم بين الشعب وقيادته، تختلف الرؤى، وتتصادم وجهات النظر، ويعلو صوت على صوت، لكنها تجتمع جلها في المغرب وملكه، وتتوافق على تقدير الخطوات الاصلاحية والتعديلات الدستورية التي تمت استجابة لمطالب حركة (20 فبراير) وهي حركة شبابية عفوية، تزامنت مطالبها مع الربيع العربي، هذا الربيع الذي أينع في المغرب، وكان نسائمه هناك بردا وسلاما، فقد بزغت الوردة بين الأشواك، وتفتحت أكمامها، وجرى الماء ليعكس وجه القمر الباسم على زنبقة زرقاء، أمنت ولادتها في هذه البلاد.
وجدت الشباب المغربي، وهم يتبارون في تقديم إبداعاتهم وفنونهم، في المسرح والسينما، وفي المعاهد والجامعات، وفي مراكز الدراسات والبحوث، وفي المكتبات، كان هؤلاء الشباب فخرا لبلادهم، وصورة مشرفة للإنسان العربي بكل تكويناته الاخلاقية، وإرادته الطموحة، وفكره الخلاق.
في الطريق كنا نتحاور ونحن نقلب أبصارنا شرقا وغربا، ونفتش عن أقرب الطرق الواصلة إلى محطة الرباط، حين قال راشد البلوشي، إنه سلك في وقت العصر طريقا مختصرا من الفندق إلى المحطة، واكتشف المنطقة المحيطة بها، وعرف كل ما تحتويه.
كان راشد البلوشي من العاشقين للترحال، واكتشاف المدن، عرفته أول مرة في مدينة صلالة، وعرفته تاليا أكثر في رحلة سنغافورة قبل سنتين، ولا زال يذكرني بها كلما التقينا، هو من الذين لا يكتفون بالنزول في مكان دون اكتشاف محيطه، كان يمشي بطول شوارع المدن وعرضها، يركب سيارة أجرة إلى منطقة ما، ثم يواصل المشي، ويقطع تذكرة قطار إلى محطة أخرى، ويمشي وهكذا دون أن يشعر بالوحدة، أو يسأم مرافقة ذاته.
ومشينا مع راشد، دليلنا إلى المدينة التي عرفها في دقائق قليلة، من محطة الرباط، حيث التقى كل الرفاق، من السائرين في الدروب على أقدامهم، إلى الذين استقلوا السيارة، لعدم مقدرتهم على المشي، إلى الذين سبقونا في اكتشاف المكان، تأملنا صورة المدينة التي تولد في هذه المحطة.
هنا حياة أخرى..
أناس يلفظهم القطار، ويقذفهم في طرقات الرباط، كل إلى وجهته المختارة، وأناس يبتلعهم من هنا، ليقذفهم في مكان آخر، وتستمر الحياة، وحين تتزاحم الأجساد، وهي تدخل إلى المحطة، تشعر أن جميع الناس على سفر، وأن المدينة ستفرغ من أناسها عما قليل، لكنك تعود لقتل هذه الفكرة حين تجد الواصلين، وهم يشتمون هواء المدينة خارج المحطة.
يبدو أن الحياة تتمثل في قطار، يمضي عبر محطات متوالية، ثمة من يركب في هذه المحطة، ليتوقف في المحطة التالية، ما الحياة إلا سفر ينتهي في محطة ما، نقطع تذكرة السفر مع أول صرخة الميلاد، ونمضي في دروب لا نعلم منتهاها.
في تلك الليلة.. الليلة الأولى لوصولنا إلى الرباط، دعانا الدكتور خالد العوالمة وهو مسئول المعهد الذي يشرف على زيارتنا، إلى عشاء في مطعم اقترحه هيثم الشاب الأردني المقيم في المغرب من سنوات طويلة، والذي تشرب بعادات المغرب وتقاليده، وصار حاله كحال أي مواطن مغربي.
قال هيثم: إن هذا المطعم من أجمل مطاعم المدينة، ولا يقدم غير الدواجن، بمختلف وصفاتها، وهو دائما مزدحم، لجودة مذاقه، ومشينا إلى المطعم، ومشينا وكانت ضحكاتنا تتراقص على ليل الرباط، ضحكنا مع خلفان الرحبي وهو يحكي عن رفيقه في الغرفة، الذي أحضر أصنافا من الأطعمة الشعبية العمانية معه، وعرفنا سر الوزن الزائد في مطار مسقط، فقد أحضر راشد البلوشي معه الخبز والبقول والتمور والعسل والأجبان وقائمة طويلة أعيت الرحبي عن تذكرها.
وضحكنا مع محمد الحضرمي، وهو يواصل الجدال مع ميساء، وكانت فائزة الكلباني الوجه الجديد الذي تعرفت عليه في هذه الرحلة، تنظر لهذه الأحداث بابتسامة مرحة، هذه الإبتسامة التي ستكشف تاليا عن فتاة عمانية طموحة، لم تثنها العواصف عن مواصلة طموحها، وشغفها في أن تكون صحفية نابغة، وأخالها نجحت في ذلك.
كانت ساعات قليلة مضت على اجتماعنا تحت سماء الرباط، لكن الأرض التي حملتنا حينها، فرحت بالتقارب والود الأخوي الذي رفرف علينا في ذلك اليوم، والأيام التالية.
لم أكن أعرف من المجموعة غير شخوص صديقي فيصل العلوي وخلفان الرحبي ومحمد الحضرمي وراشد البلوشي وميساء الهنائي، وهاهي المعرفة تكتمل أكثر بشخوص فائزة الكلباني وسعاد العريمي وليلى الحسني وناجية البطاشي، وبالتأكيد لن أنسى رفيقتنا في السفر رجاء البلوشي.
لم تكن رجاء رئيسة المجموعة والمشرفة على الرحلة فحسب، بل كانت واحدة منا، وقريبة حد أنها وزعت كل صلاحيتها علينا، ولم تقدم نفسها في أي مناسبة كمسؤولة الفريق، إلا بعد أن قمنا بثورة، وطالبنا فيها بمجموعة من الاصلاحات، استجابت لها رجاء البلوشي، وأعادت السلطة لها.
قلت لخلفان الرحبي، إن الثورة تقوم من الشعب لينال حقه في تسير أموره، ورعاية مصالحه، لكننا هنا نتنازل عن هذا الحق، ونعيده لأصحابه، ربما لأننا لم نحسن تصريف أمورنا، فاختلط حابلنا بنابلنا، وكادت كلمتنا أن تتفرق، في بعض البرامج التي قمنا بها لاحقا.
ورغم أن الأيام التالية لم تخل من اضطربات في العلاقات الودية القائمة بين أفراد الفريق، وفي الكثير من المرات ترتفع حدة النقاش، ويعلو الصراخ بين الوجوه، حد التباعد والقطيعة المؤقتة، إلا أننا نجد أنفسنا في الدقائق التالية، وكأن شيئا لم يكن، ولذلك أقول مرة أخرى: إنهم مجموعة رائعة.
***
كانوا مجموعة رائعة، كلما نبت الجليد، سارعوا إلى إذابته، والتصافي، اختلفوا كثيرا، لكنهم اتفقوا أكثر، حتى سي محمد، سائق الحافلة، القادم من الريف المغربي إلى العاصمة الرباط بحثا عن لقمة العيش، صار واحدا منهم، وتجانس معهم، حد أنه تمنى زيارة عُمان، هذه البلاد التي تحدثوا عنها كثيرا، قالوا له عن طبيعتها، وعن تضاريسها، وعن تاريخها، ولكنهم لم يقولوا شيئا عن مواطنيها، فقد كانوا أنموذجا مشرفا، عرف سي محمد من خلالهم صفات العمانيين وخصائلهم الطيبة، أحبهم كما أحب مواطنيه، وشعر بالقرب منهم، هذا الشعور الذي رسمته دمعات الفراق حين أوصلهم إلى المطار، ولا أدري كم استمر بكاؤه على رحيلهم عنه، وما إذا كانت الحياة ستفسح له للقائهم مرة أخرى.
في الليلة الأولى، شعرنا بدفء المغرب، وكأننا جئنا هنا كثيرا، وعرفنا هذه الأرض كما عرفتنا هي، وحين عدنا إلى الفندق بعد العشاء، تهنا في الدروب الواصلة إليه، ولم نتذمر، كنت ورجاء البلوشي وفيصل العلوي نمشي وكأننا نعرف الطريق إلى أين يقودنا.
شاهدنا مقر الإذاعة والتلفزة المغربية، فأشارت إليه رجاء، إن هذا المقر يقابل الطريق الواصل إلى الفندق، شعرت بالانتصار على أقدامنا التي قادتنا في دروب متداخلة، وأن قلوبنا سكنت المكان، وهي تعرف طريق العودة.
في الطريق الذي أشارت إليه رجاء البلوشي، مشينا خطوات وخطوات، وتباعدت الأمكنة، وامتد الزمن ليقارب الساعة، ونحن ندور في فلك، لا نعرف نهايته، وكانت رجاء تصر أن الفندق قريب من مقر الاذاعة والتلفزة المغربية، وأنها مشت هذا الطريق قبل ساعات، قلنا لها: إننا مستمتعون بالليل وجماله الأخاذ، ونسيمه العليل، ولن يضر أقدامنا المشي قليلا، من أجل اكتشاف وجه المدينة.
ولم يطل بحثنا، فقد عرجنا إلى طريق صغير، ظهر لنا فيه مبنى الإذاعة والتلفزة المغربية المنشود، كان مقرًا آخر يختلف في الهيئة والتكوين، ووصلنا إلى الفندق، وقد أضنانا التعب، وحين ارتميت على السرير، لم أدر أكنت نائما في الرباط، أم في مكان آخر.

للرحلة بقية
مسقط ـ 20  فبراير 2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق