الاثنين، 10 ديسمبر 2012

ابتسامة جدتي



انطفأ ضوء البيت، فتحت جدتي عينيها للمرة الأخيرة، وغابت الحكاية في فمها، السرير الذي يحمل جسدها، صار خاويا، مسح والدي دمعة من عينيه، وكذلك فعل أخي بعدما ضاعت منه حكاية الليلة.
اشتاق دارنا لجدتي، وحنت الجدران إلى حكاياتها، أما وجوهنا الغضة فافتقدت لمسات اصابعها، وهي تغزل حكمة الحياة، قبل أن تفارقها.
اجزم أن جدتي نامت وهي تبتسم، وأخال إن غيرها من الجدات، لم يستطع فعل ذلك، اعتقد إنها تتوسد البكاء كل ليلة، وكأني أسمع نشيجها، في مدارات التيه في الشوارع والمستشفيات ودور العجزة.
أكثر هؤلاء العجزة، يغادر الحياة سريعا، اعمارهم تنطفئ، وقلوبهم وجلة على ابنائهم، كيف حالهم؟، ومن يسمع صغارهم الحكايا؟، وهل يدب الحنين على جدران منازلهم؟.
لم ازر دار العجزة من قبل.. ولا أتمنى زيارته، أريد أن اطفئ عيني، كما فعلت جدتي، وأنا ابتسم.

 نزوى ـ 22 ابريل 2010

الأحد، 9 ديسمبر 2012

المهنة صحافي !



أعترف في البدء أنني دخلت عالم الصحافة، دون حب مني أو شغف، لم تكن الصحافة حلمي، ولا كانت أبدا في خاطري، ولم أنشغل قبل ولوجي عالمها، بتقليب صفحاتها، وتتبع اخبارها، وبصريح العبارة: لم تكن الصحافة تعني لي أي شيء..
كل ما اذكره ان حارس المدرسة، كان يدخل علينا الصف المدرسي، حاملا الصحف اليومية يبيعها للطلبة بسعر 50 بيسة، كان الفضول يدفعني في بعض الأحيان لقراءة هذه الصحيفة أو تلك فأدفع الـ 50 بيسة ، وتظل تلك الصحيفة رفيقتي حتى ألتهم كل أخبارها واقرأ كل ما كتب فيها، ومرة أخرى يكون ذلك في بعض الأحيان ومن دافع الفضول لا أكثر.
لكنني بعد حين من الزمن لم يكن شيئا مذكورا، وجدتني في دهاليز الصحافة، ووسط عالمها، ممتطيا صهوتها، مفتخرا أن القدر ساقني إلى هذه المهنة التي أحببتها، وأخال أنها أحبتني، لذلك أبقت عليّ في حين هاجر الكثير من الزملاء هذه المهنة، ولا أقول تنكروا لها، ولكن ابتغوا عنها بديلا.
وأعود لأعترف بشيء آخر: وهو أن دخول إلى عالم الصحافة، كان مرده أول مرة بعض الكتابات التي كنت انشرها في صفحات بريد القراء، ورغبتي أن أكون أكثر قربا من النشر، واتابع كتاباتي بنفسي، دون الحاجة إلى الاتصال بمحرر الصفحة وانتظار رده وتعليقه على ما كتبت.
كنت أرغب أن أنمي هذه الموهبة، واطورها قدر الاستطاعة، ولم يكن ذلك يسيرا على شخص مثلي يوفر من مصروفه اليومي قيمة كتاب يقتنيه، أو مجلة يواظب على شرائها كل حين، فمكتبة المنزل قد لا تحوي الكتب التي أتوق إلى قراءتها، ولا تتوفر فيها ما يشبع نهمي من قصص وروايات أدبية واشعار حديثة ومؤلفات في الأدب العربي.
ولن أطيل في حكايتي مع الكتاب، ولا شغفي بمكتبة المدرسة المتواضعة، ولن أتحدث عن المكتبة المتنقلة التي كانت تقف قبالة السوق وهي تبيع اصدارات وزارة التراث القومي والثقافة ـ حسب مسماها حينذاك ـ، أو مكتبات السوق الحافلة بعناوين الكتب والاصدارات في شتى العلوم والآداب، فلهذا حكايته، التي لا أريدها أن تأخذني من فكرة أنني اصبحت صحفيا.. دون فطرة.
أقول ذلك، وأنا اتذكر عدم استهوائي للصحافة المدرسية، ولا لجماعتها التي لم انضو فيها أبدا، ولا اتذكر أنني أتقنت اعداد صحيفة حائط، فكل ما كان يتم هو ملء فراغات بيضاء بكتابات من هنا وهناك، هذه الكتابات هي ما كان يستهويني، وليس وضعها على صحيفة حائط وتعليقها داخل الصف أو في ممرات المدرسة.
في عالمي الجديد الذي ولجته، اكتشفت أنني لم أبتعد كثيرا عن عشقي للقراءة والاطلاع، فقد كانت ثمة متعة أخرى تضاف إلى هذا العشق، وهو التعرف على الكتاب والأدباء الذين قرأت لهم، أو تعرفت على اسمائهم وابداعاتهم الفكرية والأدبية.
حدث ذلك أولا حين طُلب مني تغطية حدث تشكيلي في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وكانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على هذه الجمعية، يومها ذهبت إلى مقرها الكائن حينئذ في الخوير، وسألت هناك عن مدير الجمعية الذي لا اعرف حتى  اسمه.
كانت مفاجأة كبيرة، حين وجدتني أمام أديب عماني قرأت بعض رواياته وقصصه، وترسخ اسمه في ذاكرتي، كما ترسخت صورته التي كان ينشرها في الغلاف الأخير لإصداراته، ومعه كانت فنانة تشكيلية كويتية، وهي الأخرى كاتبة وقاصة معروفة في بلدها.
كان سعود المظفر واحدًا من الذين قرأت لهم، ضمن مجموعة من الكتاب والأدباء العمانيين، وعرفت أنه يعمل مديرا للجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وقد توثقت علاقتي به منذ لقائي الأول به، وتعرفت حينها بالتشكيلية الكويتية والكاتبة القصصية ثريا البقصمي.
ولم تتوقف متعة العمل الصحفي عند هذا الحد، فقد توسعت علاقاتي ومعرفتي بالكثير من الكتاب والأدباء محليًا وعربيًا ودوليًا، على مدار سنوات العمل الصحفي، وهذا واحد من الأسباب التي تجعلني ممتنا لهذا العمل، ومفتخرا به.
أقول مفتخرا، والسؤال الصادم الذي يواجهني كل مرة، عن مدى رضائي عن حال الصحافة المحلية، ولماذا هي غارقة في الخطوط الحمراء، وتهيم في واد غير ذي زرع، ولا يكاد يسمع صوتها أحد، فهي لا تعطي لقضايا المواطن وهموم المجتمع أي أهمية، بجانب اهتمامها بالأخبار الرسمية المعلبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع المعرفة.
وكم سائل يقول عن اندثار دورها، مع بروز الصحافة الالكترونية، وإن عهد الصحافة الورقية قد ولى، ولم تعد بذلك القبول الذي كانت عليه قبل بضع سنوات.
أما ثالثة الأثافي فهي سماعك لشتى أنواع الشتائم والقذف بحق الصحافة المحلية، واتهامها بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، لأسباب عدة ليس أولها ولا آخرها ما تنشره الصحيفة من اراء وكتابات ومواضيع يعتبرها البعض موجها، والبعض الآخر مسيسا، والأكثر انحيازا، وهنا أتحدث تحديدا عن المواقف السياسية التي تصبغ هذه الصحيفة أو تلك، ووجهة النظر التي تتبناها من قضايا ومواقف تتباين فيها الاراء.
ولن أسهب في الدفاع عن وجهة نظر كل صحيفة، وماذا يعني موقفها هذا، أو ذلك، وهل صحافتنا مقيدة أم مسرحة، ولماذا تطبل أكثر مما تعري، ولماذا ولماذا؟.. فما يهمني هنا أنك كصحفي فرد لا قيمة لك، طالما لا قيمة لمؤسستك الصحفية، والحال ذاته طالما لا قيمة لانتمائك إلى هذه المهنة، واشتغالك فيها، فماذا يعني: أنك صحافي؟
ماذا يعني أنك صحافي؟.. حين يطلق الكل سهامه جهة الصحافة، بل ويستنكر البعض انتماءه السابق إلى هذه المهنة، ويحمد الله تعالى أن خلصه منها، وفك حصاره، وأطلق حريته، ويأخذها بجرم سيئة واحدة، وينسى باقي الحسنات.
إن من يتحدث عن الوضع المزدري للصحافة ـ على حد تعبيره ـ، وانحسار دورها، يحكم من واقع رؤيته الخاصة، وفق القناعات التي يشكلها بنفسه، دون اعتبار لقناعات من حوله، حتى على محيط أوسع من محيطه، فإذا كانت الصحافة الالكترونية قد برزت بشكل أكبر، واستطاعت نقل الخبر في حينه، إلا أن قيمة الصحافة الورقية في هذا المجال لم تخفت، فالخبر إذا كان قد وصل إلى الجمهور لحظة وقوعه، فتحليل هذه الخبر وقراءة ابعاده وما وراءه، وحتى تفاصيله قد لا تتاح في المواقع الالكترونية، قدر ما هي متاحة في الصحافة الورقية.
وأما بشأن الاراء والكتابات في الصحافة الورقية، فإنها لا تطمس ولا يمكن تغيرها أو استبدالها بعد نشرها، ولا يمنحها أي فرصة للتراجع والعودة بعد النشر، عكس الصحافة الالكترونية، وهذا في رأيي يبرز أكثر مواقف الورقية من الالكترونية.
لقد قلتها ذات مرة في ندوة وجدت نفسي مدافعا عن الصحافة الورقية، رغم ايماني بدور الصحافة الالكترونية وقيمتها، وأهميتها ـ لاحظوا أنني انشر هذا المقال في صحيفة الكترونية ـ، أن الأثنين مكملان لبعضهما البعض، والصحافة الالكترونية جزء من الاعلام الحديث، هذا الاعلام الذي يدفع الصحافة الورقية للتقدم، والتطور واللحاق بركب المنافسة، كما أن الأخيرة تحتم على الصحافة الالكترونية التقدم، وتطوير أدواتها، والثبات في ركب المنافسة، وفي اعتقادي أن الصحافة بشكل عام لم تتراجع عن هذا الدور، وتبنت الكثير من القضايا الاجتماعية وناقشتها على نطاق أوسع، وكان لها التأثير الأكبر، أكثر مما هو متاح بالنسبة للصحافة الالكترونية.
إن نظرتنا للصحافي، وتقديره لن تكون، إلا إذا أمنا بدور الصحافة ورسالتها، والأخيرة مردها للصحافي نفسه، وفي اعتقادي هناك الكثير من الصحافيين البارزين والنشطين، كما أن هناك صحافيين كسالى ولا يكاد يسمع لهم صوت، فالصحافة حالها كحال مهن كثيرة، من الصعب أن نحكم بفشلها بوجود قلة لا هم في العير ولا في النفير، وسيئاتهم أكثر من حسناتهم.
علينا أن ننظر لحال الصحافة الورقية والالكترونية وسائر وسائل الاعلام، كما ننظر لحال الكتاب الورقي أمام نظيره الالكتروني، لكل جمهوره وعشاقه، وهو ذاته ما ينطبق على حال الاذاعة والتلفزيون التي لم يسرق أحدهما الآخر، وظلا محافظين على قيمتهما ومكانتهما، كوسائل اعلامية تحظى بالمتابعة.
واخيرا .. إذا كان ثمة اخفاق للصحافة، أو قصور، فلا يعني عدم وجود نجاح لها، وعلينا أن نقيمها كوحدة واحدة لا نفصلها عن بعضها، لنطلق أحكاما استثنائية، ذلك من جانب القراء، أما من جانب المشتغلين فيها، فعليهم أن يعوا أن المنافسة قد اتسعت، وعليهم أن يطوروا من ادواتهم، ويفتح منافذ اوسع على العالم من حولهم، فالتسارع على أشده، والمنافسة حامية، ولن يكون لهم السبق طالما أنهم قابعون في مكاتبهم المغلقة، ينتظرون وصول الخبر إليهم، دون أن يقوموا من مكانهم، أو حتى يفتحوا شاشة العالم الموضوعة على هواتفهم أو في حواسيبهم، ليقولوا إنهم هنا: صحافيون.. صحافيون.

مسقط ـ في 4 ديسمبر 2012م

الأحد، 2 ديسمبر 2012

مسؤول كبير .. يتابعك


لم يكن رئيس مجلس الشورى أول المسؤولين المنضوين لمواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، والتحاور مع المدونين في القضايا والمواضيع التي تخص مجلس الشورى، كما لن يكون الأخير، سيما من بين اعضاء المجلس، من سيقتدون برئيسهم، ويتجاوبون مع الطرح الالكتروني المتصاعد حول دور مجلس الشورى آنيا ومستقبليا.
رئيس مجلس الشورى هو ضمن مسؤولين قلة يعدون على الأصابع، ممن أوجد له حساب على موقع تويتر، وبدأ في متابعة بعض المغردين والتفاعل معهم، وتقبل وجهة نظرهم عن طيب خاطر، وتقديم وجهة نظره، الأمر الذي غير الكثير من المفاهيم، وصحح جزءا من الصورة القاتمة عن مجلس الشورى في ضوء الصلاحيات الجديدة المناطة به.
ومع تمنياتي أن يحافظ رئيس المجلس على صورته الجميلة، وتفاعله الرائع مع ما طرح على منصة تويتر، فإنني أتخوف من أن تشهد الأيام القادمة إعادة النظر في متابعة بعض المغردين من قبل سعادته، والاكتفاء بالمعارف، أو حسابات الشخصيات الشهيرة، سياسيا وفكريا واجتماعيا واعلاميا.
أتخوف من واقع رصد لحسابات بعض المسؤولين الذين ولجوا عالم تويتر، وعبروا أول مرة عن تفاعلهم مع كل ما يطرح في شأن المسؤوليات الموكلة لهم، والجهات التي يمثلونها، وكان التجاوب منهم في بادئ الأمر نشطا، متبعين سياسة الباب المفتوح إلكترونيًا.
لم يكن يصعب على أي مدون أو مغرد الكتروني أن يتحدث عن بعد مع معالي الوزير، أو سعادة الوكيل، أولا بأول، ويستفسر منه عما صعب عليه فهمه، أو حتى يناقشه في قضايا ومواضيع تتعلق بسياسته.. كان تويتر كحال مواقع تواصل اجتماعي أخرى، يحتضن هذا التحاور المباشر بين المواطن والمسؤول، ويرعى حرية الطرح والنقاش بين الأثنين، لتكون الخلاصة تقدير المواطن لتعاون المسؤول وتجاوبه.
ورغم أن بعض المسؤولين استفادوا من تويتر في مخاطبة المجتمع بشكل مباشر، حسبما يودون، دون وسيط قد يتأخر في الوصول إلى العدد الأكبر من الناس، أو تتحور فكرته ومقصده ولا يصل إلى مراده ومعناه، كما استفادوا من تقدير الناس لهم، وتوسم صفة التواضع في شخوصهم جراء فتح قناة للتواصل المباشر معهم، بحيث يشعر المواطن أن المسؤول قريبا من همومه، وقضاياه، قريبا من أحلامه وأماله، من كلماته وحتى ثرثرته، ومشاركا فيما يختلج مشاعره وأحاسيسه.
كان تويتر بالنسبة للكثير من المغردين، عالم أحلام لانهائي، وسماء واسعة للتحليق، وفضاء رحب للتعبير عن الفكر، وطرح الرأي والرأي الآخر، والتحاور في قضايا ومستجدات سياسية وثقافية وفنية ورياضية، وبإختصار كان تويتر عالم بلا حدود، ومن الصعب على المرء تجاهل هذا العالم، وغض الطرف عما يدور في مرابعه.
ولأنه صانع سياسات، ونافذة لمخاطبة الجمهور مباشرة، فقد انضوى في هذا العالم، العديد من رؤساء دول وحكومات ووزراء، وصناع قرار ومشاهير في عوالم مختلفة، كلٌ ينتصر لفكرته واطروحته، ويناقش فلسفته ورؤيته في مجال تخصصه واهتمامه، وحتى في فهمه للحياة، واطلالته على متابعيه بآخر أخباره ونشاطاته، وتحضر للأذهان ـ كأقرب مثال على شعبية تويتر ـ تغريدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعيد إعادة انتخابه، والتي نشر فيها صورته وهو يحتضن زوجته ميشيل بقوة، هذه التغريدة/ الصورة تم إعادة نقلها مئات الآلاف من المرات، لتكون  لأكثر شعبية فى تاريخ تويتر.
ولن اقول أن تويتر كان واحدا من النوافذ التي أطل منها بارك أوباما للتعريف ببرنامجه الانتخابي، والتواصل مع شريحة كبيرة من المتابعين له، ونقلت تغريداته من خلال مئات الآلاف من الأشخاص، دون الحاجة إلى دفع رسوم مادية مهما يكن قدرها.
وأعود للحالة التي عندنا، حيث ينطفئ وهج التفاعل في تويتر عند الكثير من المسؤولين الذين لا نجد لهم أثرا في هذا العالم الأفتراضي، وإذا ما وجدنا ذلك، فإن قائمة اهتماماتهم لا تتعدى متابعة يسيرة لنخبة من المغردين من الأفراد والجهات، ولا يطرح هذا المسؤول شيئا عن افكاره وأرائه، ولا يجيب على التساؤلات المطروحة إلا فيما ندر، وربما يتعلل بمشاغله، وأي مشاغل تبعد مسؤول عن مواطنيه.
أقول ذلك، وأنا اتساءل عن غياب الباقي، وهل مازالوا يعتبرون "تويتر" و"الفيس بوك" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، غير جديرة بالمتابعة والاهتمام، وما إذا كانت لديهم نظرة سوداوية لمرتادي هذا العالم باعتبارهم من أصحاب الافكار السقيمة وقليلي الثقافة، والشغل.
أنني أتمنى ـ كما يتمنى الكثير مثلي من المغردين في عالم تويترـ أن يأتي اليوم الذي نستطيع محاورة كل المسؤولين لدينا، وكل ممثلينا في مجلس الشورى، وكل صانع قرار في هذا البلاد، نتحاور معهم دون حواجز، أو مدراء مكاتب، أو منسقين، أو همزات وصل ووسائط تحجبنا عن سماعهم، نتحاور معهم لنتعرف على أفكارهم وارائهم، وكل ما يتعلق بحاضرنا ومستقبلنا.
نريد أن نتحدث مع هؤلاء المسؤولين، الذين يرفعون شعار الباب المفتوح، ويسدون أقرب نافذة يمكن أن نطل من خلالها عليهم، لنستوضح ما خفي علينا من الأمور، ونحدثهم بهمومنا وقضايانا، نريد أن نقول الكثير لهم، وسنختزله في تغريدة لا تزيد عن 140 حرفا، يقرأونها كيفما  شاؤوا ومتى  شاؤوا، المهم أنهم يطالعونها، ونعلم أنها قد وصلت إليهم دون زيادة أو نقصان.
أنه حلم ليس بعيد المنال.. أن تفتح صفحتك التويترية ذات صباح لتجد أن مسئولا كبيرا يتابعك.. أو أنه قد رد على تغريدتك.. فقد أصبح ذلك في عالم لا يعترف بالحواجز المكانية أقرب إلينا من حبل الوريد.

مسقط ـ في 1 ديسمبر 2012