الأحد، 23 فبراير 2014

عن جمعية الصحفيين.. واللامهنيين !!






وأنا أهم بكتابة هذا المقال.. أكاد أجزم النعوت والاوصاف التي ستطلق عليّ من قبل من هم "حماة حرية الرأي والتعبير"، بعد سوء فهم مقصدي ومرادي، ذلك أن المتابع للهجمة الشرسة على كل من قال "وجهة نظر" أو كتب "رأي" حول جمعية الصحفيين العمانية، والتشويه المخزي من قبل أقلام تدعي أنها "ضاربة الجذور في المهنة"، في كتابات أقل ما توصف إنها "انحطاط" في اختلاف وجهات النظر، ناهيك عن الأوصاف والنعوت التي يطلقها "بعض اعضاء الإدارة الكرام" على من يختلف معهم حول ماهية بقائهم في مقاعدهم كل هذه الفترة، وتكييف نظام الانتخابات لحفظ الكراسي لهم دون غيرهم، سيتأكد له هذا القول.
أقول أجزم.. لأنني قرأت المقالات المتدفقة التي انهال بها عضو في مجلس إدارة الجمعية "المعمر إلى ما شاء الله"، وهو ينفث "آراءه" على صحفيين صاروا بقدرة قادر "دخلاء على مهنة الصحافة، وضيعي الاخلاق، يهرفون بما لا يعرفون، خطر على الدولة وأمنها، ولهم اطماع خاصة، ولا يفقهون أدب الحديث واحترام القامات الصحفية الكبرى".. وهلم جرا.
لقد أصبحت جمعية الصحفيين العمانيين مضرب المثل، في التمسك بالكراسي، والتشبث بالسلطة، ورفض سماع الصوت الآخر، ولا يكاد حديث عن "سوء إدارة" إلا ونجد الاعضاء الكرام في مقدمة من يطالهم الحديث، ويقصدهم البنان، ولن يقال هنا كرد على ذلك، إلا مقولة "لا ترمى إلا الشجرة المثمرة".. دون أن يعرف أعضاء مجلس الإدارة الكرام، ما إذا كانت ثمار هذه الشجرة، قد وصلت إلى المعنيين والمستحقين، أم تجاوزت لتصل إلى كل من له علاقة بالصحافة والاعلام ومن لا علاقة له بها..
ولا يهم مجلس الإدارة "المعمر" أن تؤتي شجرة الجمعية أكلها بالخير على ممتهني الصحافة، أم يعم خيرها القاصي والداني، فيكفي العبارات المنمقة، والجمل المسترسلة التي تواجهنا كلما ناقشنا أنشطة الجمعية، "أنها أفضل جمعية تطوعية".
نعم أفضل جمعية تطوعية.. وتحظى بسمعة طيبة.. وهناك اقبال كبير على العضوية فيها.. اقول ذلك، وأشير لمن لا يعلم أن الجمعية فتحت أبوابها لكل من له علاقة بالاعلام من بعيد أو قريب، أشتغل في مجال الصحافة أم لم يشتغل، المهم أنه يكتب فيها، وينشر ولو على سبيل "خبر علاقات عامة"، ويعمل في مؤسسة حكومية، أو شركة خاصة ليست معنية بالصحافة والاعلام إلا من قبيل تلميع صورتها، فهي "جمعية من لا جمعية له"، والعدد المنضوي تحت مظلتها يتجاوز الـ "300 شخص".. وما ضر "إدارتها" لو أحجم "ممتهنو الصحافة ومزاولوها عن الدخول إليها".. فالعدد كبير، ولن تستجدي الجمعية أحدا، ولن تناقش من يختلف معها، فهؤلاء "غير مهنيين".. ولا حاجة للجمعية بهم.
أن الانجازات التي حققتها الجمعية عديدة، فاحصائيات لجنة التدريب والتأهيل تتحدث عن استفادة "194 شخصا" من البرامج التدريبة التي قدمتها خلال عامين.. "194 شخصا" كفيلة باحداث طفرة في الصحافة والاعلام العماني، وقادرة على سد احتياجات كل المؤسسات الصحفية العاملة في السلطنة، بل وأن الرقم بحد ذاته، يؤكد على الدور التوسعي الذي استطاعت جمعية الصحفيين العمانية، أن تنشيء، ممن لا يفقه أمر الصحافة، صحفيا مهنيا بالانضمام إليها، وحمل شرف عضويتها.
ولن أزيد على هذا النجاح، حصول ممثل الجمعية على منصب "أمين عام مساعد" في اتحاد الصحفيين العرب، وهي البوابة التي دخل منها إلى مجلس الإدارة كـ "مستشار" في فترة سابقة، حين خذلته "الجمعية العمومية" فدخل الإدارة من الباب الخلفي.. ولن أتحدث عما صاحب عملية اختيار "الأمين العام المساعد".. ولماذا سافر معهم ممثل إحدى شركات القطاع الخاص، وما حمل معه.. فالعبرة في النهاية، ونحن "مشكلتنا" إننا ننبش بين الأوراق، لغرض في نفس يعقوب.
أن الجمعية استطاعت أن تقف بحزم ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من "مواقف سيارات مجلس الإدارة" فكيف الحال بالاقتراب من "كراسيهم".. فـ "رماح الأقلام" التي تطال إدارة الجمعية، وهي المشهودة لها بالكفاءة والنزاهة ـ أقصد مجلس الادارة وليست الأقلام ـ، وهم "متطوعون" ـ ايضا هنا مجلس الادارة ـ لا ينالهم "شيك بقيمة 1500 ريال عماني" أو لا يحصلون على "50 ريالا عمانيا عن كل اجتماع" ولم يتقاضوا "جهاز آيباد".. فأقول ـ وعضو مجلس الإدارة مسئول عن هذا الكلام، حسب تصريحه المتناقل كما النار في الهشيم ـ فهو "غيرة" و"يزعج هذه الفئة الانجازات التي تحققت والتي ستتحقق، كانوا يتمنوا دخول المجلس وفشلوا".. هذه الرماح يجب أن ترتد إلى كاتبها، ويسوى به "الأرض" تشهيرا وتعريضا، حتى لا يفكر أحدا آخر في حذو فعله..
لقد كشفت جمعية الصحفيين العمانية في تغريدة على حسابها في تويتر، سر نجاحها هو أنها استطاعت "ان تبني الثقة المتبادلة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص"، وليس مع "الصحفيين" "الذين تلازمهم عقدة النقص وعدم الثقة في انفسهم واللعب على تاجيج مشاعر الاخرين إلى غير ذلك من ممارسات مكشوفة للاسف".
ولهذا لا غرابة أن يطال هذا الحساب، ـ أقصد موقع الجمعية في تويتر على حد تعبيرهم ـ "الاختراق" بعد دفاع مستميت عن الجمعية، واصدار الاهانات حيال كل من يسيء إليها، كحال "بتاع التسويق" و"المصور اللي فاهم غلط".. ولكن بجهود مخلصة وفي فترة زمنية وجيزة، نجحت الجمعية في استعادة "موقعها المخترق" والتذكير أنها ـ أي الجمعية ـ "تحترم  كل الآراء، وتتقبل أي ناقد هادف"..

وأعود للتذكير، أن الجمعية التي فتحت  أبوابها للجميع، ويكفي أن "خيرها" عمّ حتى الذين لا يمارسون "الصحافة" ممارسة مهنية، يكفي هؤلاء أنهم "يتحدثون في محافل خارجية" ويسافرون باسم الصحفيين العمانيين، حتى لو كانوا موظفي علاقات عامة أو مندوبي شركات، وليسوا "مجموعة من الناس، دخلوا إلى عالم الصحافة صدفة" وأضحت لهم "طلبات رخصية وعاجزة تعكس الخواء الفكري والافلاس في التفكير وضعف التكوين وسوء التصرف"..
ولأن الوصول إلى "الكراسي" مرهون بقدرتك على "تحقير" كل من يتطاول على هذا "الكيان العتيد"، فلا ضراوة أن يستهل مترشح جديد، يطمح أن يكون له مكان "بينهم"، حملته بوصف مفاده "أطفال كتبوا عمود وقالوا صحفيين"..
هذه هي جمعية الصحفيين العمانية، للأسف التي تطالها "الحجارة" من كل جانب، ممن لا "يفطن" في "كيفية النقد".. وهي صامدة، أو كما قال عضو مجلس إدارة في تغريدة له: "هذه سنة الحياة دع القافلة تسير".

الأحد ـ 23 فبراير 2014م