أما قبل ..
لم تكن إلا فكرة عابرة .. ولدت ذات ليلة ماطرة ، في مقهى
لا يؤمه اناس كثيرون .. كان صوت المطر يبدد صمت المقهى .. والطريق خال من المارة..
كنت وحيدا أراقب قهوتي التي بدأت تبرد دون أن احرك قطعة السكر الموضوعة قريبا من
الفنجان.. كانت انظاري مصوبة نحو المدخل بإنتظار الآتي الذي يبدد سكون المكان..
لحظتها شعرت بمخاض يسير لفكرة ظلت تحوم حولي دون أن
التفت نحوها .. غير إنني في هذه المرة استقبلتها ، واجلستها قريبا مني على ذات
الطاولة .. واستمعت لها .. وافقتها فيما أرادت وتبعتها حتى وجدت نفسي في هذا
العالم.
لن أقول الكثير عن عالمي الجديد .. العالم الذي ولجت
إليه من عوالم افتراضية اخرى .. ولكل عالم دهشته وجمالياته .. لكني هنا أتوق أن يكون
عالمي أكثر دهشة وجمالا..
وها أنا ذا أكتب الأسطر الأولى في هذه المدونة بعدما كان
حلما مؤجلا .. اقول حلم ، لأن الكتابة بالنسبة لي هي الروح التي تغذيني بالحياة ،
لا اتصور أن يمر عليّ زمنا لا أكتب فيه ، حتى لو شخبطة على ورقة ولتكن ما تكن ..
الكتابة بالنسبة لي هي عالمي الذي احكي فيه عن آمالي ..
احلامي .. حكاياتي .. مشاعري .. واشياء كثيرة ، اشعر بسعادة عميقة وأنا أراها
تتجسد حروفا وتحتضن بعضها البعض ..
الكتابة فعل مدهش يحلق بنا في سماوات مضيئة .. وكلما
حلقنا أكثر بدأت العوالم من حولنا أجمل .. فنتمنى لو يشاركنا الأخرون هذا الجمال
.. لذلك نصل إليهم باحرفنا كيف ما كان..
أنا هنا أجسد واقعي .. أرسم عالمي .. ألون دهشتي .. أبث
فرح .. أشكي ألمي .. أكتب حلمي فربما يكون حلما صالح للقراءة .. وإلا فاكتفي بنقطة
في آخر السطر .
خلفان الزيدي
3 نوفمبر 2012
مسقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق